اليوم جبتلكم تفسير لواحد من الاحاديث الشريفة:
الحرية الشخصية
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما, عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:" مثل القائم على حدود الله, و الواقع فيها, كمثل قوم استهموا على
سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها, فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم, فقالوا: لوانا خرقنا في
نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا, فان تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وان اخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"
(رواه البخاري والترمذي)
التعريف براوي الحديث
هو (النعمان بن بشير بن سعد)الأنصاري الخزرجي يكنى (أبا عبد الله), وهو أول مولود في الإسلام من الأنصار, ولد بعد الهجرة بأربعة اشهر وله صحبة
بالنبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه ولذالك يقال: رضي الله عنهما. تولى قضاء الشام ثم استعمله معاوية رضي الله عنه على الكوفة, وكان من الخطباء المشاهير وقد قتل رحمه الله بالشام في إحدى القرى التابعة لحمص في ذي الحجة سنة 24ه ودفن هناك وكان مقتله في عهد( مروان بن الحكم ), روي له روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم 114 حديثا رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.
شرح مفردات الحديث:
القائم على حدود الله: المراد به المستمسك بالدين، القائم بواجب الدعوة
من أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر. وحدود الله تنقسم إلى قسمين: حدود الأمر,وحدود النهي , فحدود الأمر يجب امتثالها, وحدود النهي يجب اجتنابها.
الواقع فيها:المراد به المستهزئ بأمورالدين, المرتكب للمنكرات والمعاصي الذي لا يبالي بما فعل من فحش وموبقات.
استهموا: أي اقترعوا فيما بينهم ,والقرعة إنما تكون لقطع النزاع ورفع الخلاف.
خرقنا في نصيبنا:أي ثقبنا المكان الذي نحن فيه لنستخرج منه الماء والمراد خرق السفينة.
اخذوا على أيديهم :أي منعوهم مما أرادوه من خرق السفينة,